ميدي.. كنز اليمن
تقع مديرية ميدي إلى الغرب من محافظة حجة، ومركزها مدينة ميدي التي
ازدهرت بحسب المصادر التاريخية خلال القرون من 16 إلى 19 بتجارة البن حيث انتعشت
عمرانيا نظراً للنشاط الذي طرأ على الحركة التجارية في ميناء ميدي آنذاك.
وتتمتع المنطقة بموقع استراتيجي هام يمتد على شواطئ البحر
الاحمروتمتلك منفذ بحري وبري يربط اليمن بالدول المجاورة.كما تعتبر مدينة ميدي
عاصمة المديرية من أعرق المدن اليمنية التاريخية
حيث كان ميناؤها شريان الحياة لليمن لعقود خلت من الزمن،وكان ذلك عامل
استقرار لكثير من الأسر من مختلف أرجاء اليمن.
ولا تخطئ عين الزائر لمدينة ميدي التي تنام على شاطئ بحرها المسالم
كأهل هذه البلدة الطيبين.. وإذا ما اخترقنا المدينة الصغيرة نكون على ضفاف مياه
البحر التي تنتهي بأشجارالمانجروف وكثبان الرمال الصفراء التي تضفي على المكان
سحرا ورونقا.
وتتمتع ميدي بمميزات سياحية وجغرافية متفردة لإطلالتها على الطريق
الساحلي المزمع تنفيذه وأيضا لقربها من الخدمات العامة والممر الدولي وموقعها
المتميز على الشاطئ بمسافة لا تتعدى 300 متر..بالإضافة إلىامتلاكها شاطئاً جميلاً
طويلاً بمساحة ممتدة، قادرة على استيعاب المنشآت السياحية البيئية وغير البيئية
الكبيرة والمتوسطة بالإضافة إلى قدرتها على تلبية الطلب السياحي البحري سياحة
بيئية، غوص، مراقبة الطيور إذ لديها فنارها الموجود في جهتها الجنوبية الشرقية.
ويقول الخبراء أن التكوينات الجيولوجية لجزر ميدي تشبه تماماً التتابع
الطبقي الصخري الرسوبي لجزيرة كمران، حيث تمثل سطحا رسوبياً منخفضاً لا يتجاوز
أعلى ارتفاع لها 5 أمتار فيما تتمثل المرتفعات فيها بالكثبان الرملية المنتشرة في
الجزء الأوسط للجزيرة.
كما تتميز مديرية ميدي عن بقية مديريات المحافظة بمقوماتها السياحية
المتمثلة بالشواطئ الناعمة والنقية التي تشكل في حالة تهيئتها مواقع هامة لإقامة
منتجعات سياحية على الشواطئ إلى جانب العديد من الجزر المتناثرة في عرض البحر،
والتي مازالت بكراً وتعتبر فرصاً استثمارية مستقبلية لتنشيط سياحـة الغوص في
الأعماق والتمتع بالشعاب المرجانية مختلفة الأشكال والأنواع، بالإضافة إلى مشاهدة
الأحياء المائية العديدة وكل مكونات عالم ما تحت الماء.
وأهم المعالم الأثرية والتاريخية في مديرية ميدي تتمثل بالأجزاء
القديمة من مدينة ميدي بمبانيها العتيقة.وتتميز عن بقية مديريات المحافظة
بمقوماتها السياحية المتمثلة بالشواطئ الناعمة والنقية التي تشكل في حالة تهيئتها
مواقع هامة لإقامة منتجعات سياحية على الشواطئ إلى جانب العديد من الجزر المتناثرة
في عرض البحر والتي لا زالت بكراً حتى الآن.
ومن أهم
معالم ميدي:
1- قلعة القماحيةالتي يرجع تاريخ بناءها إلى بداية ( القرن السادس عشر
الميلادي ) وقد شيدت لغرض حماية الساحل ومراقبة المياه الإقليمية المحيطة بمدينة
ميدي، وهي مكونة من دورين، وقوام بنائها الطوب الآجر ومساحتها على هيئة مربع طــول
واجهتها حوالي ( 40 متراً ) تقريباً، ويحيط بها سور من جميع الجهات تتخلله الأبراج
الدفاعية المزودة بالنوافذ من جميع الجهات لتسهيل عمليات القنص والدفاع عن القلعة.
وقد قامت القلعة بأدوار تاريخية كبيرة في حماية مدينة ميدي ومينائها
التاريخي آنذاك، وتعد اليوم من أبرز المعالم التاريخية في ميدي .
2- قلعة الإدريسي:- يرجع تاريخ القلعة إلى مطلع ( القرن السادس عشر
الميلادي )، وسميت باسم الإدريسي نسبة إلىمحمد علي الإدريسي الذي قام ببنائها في
موقع استراتيجي يطل على مياه البحر الأحمر، وهي بمثابة أبراج دفاعية لمراقبة
المياه الإقليمية بالإضافة إلى المبنى الرئيسي للقلعة الذي يقوم على مساحة ( خمسين
متراً مربعاً ).
جزر
ميدي...
جزيرة ذو حراب
تقع غرب مدينة ميدي وتعتبر من الجزر اليمنية الهامة وذلك لأشرافها على
الممر المائي في البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها 4.56 كم مربع، وتبعد عن الساحل
اليمني حوالي 49 ميلاً بحرياً (ما يعادل 84 كم)، وهي جزيرة محاطة بالشعاب
المرجانية ما يكسبها ميزة سياحية هامة لممارسة سياحية الغوص بالإضافة إلى أن
الجزيرة من أهم المصائد الغنية بالأسماك الوفيرة والأحياء المائية الأخرى التي
تشكل ميزة أخرى لممارسة سياحة الغوص في الجزيرة.
جزيرة بكـلان
تقع غرب مدينة ميدي، وتبلغ مساحتها 7.6 كم مربع، وتبعد عن الساحل
اليمني حوالي 20 ميلاً بحرياً (ما يعادل 34 كم)، وهذه الجزيرة مأهولة بالسكان
ويوجد فيها محطة لتحلية المياه وأغلب سكانها يشتغلون بصيد الأسماك. وتعتبر جزيرة
الفشت وبكلان من مراكز الصيد البحري في المديرية .
جزيرة الدويمة
جزيرة الدويمة هي عبارة عن جزيرة طويلة موازية للشريط الساحلي للبحر
الأحمر وتعتبر من أفضل الجزر المؤهلة حاليًا للتنمية، حيث تبعد عن شاطئ ميدي
بمسافة قدرها 300 متر ويبلغ طول الجزيرة 7 كم وعرضها1 كم. وتتدرج الكثبان الرملية
ارتفاعًا في اتجاه الغرب حتى تصل إلى 5 أمتار في أقصاها.
وتقع جزيرة الدويمة غرب ميناء ميدي القديم على بعد 300 متر تقريبًا
بالإضافة إلى العديد من الجزر الأخرى التي تشكل في مجملها فرصا حقيقية للاستثمار
في مجال السياحة البحرية المتنوعة.
ميناء ميدي
أنشئ ميناء ميدي الحديث وفقا للتوجيهات الحكومية حيث بدأت اليمن
بإنشاء الميناء على أن يكون (سمكيا) في المرحلة الأولى منه التي دخلت حيز التنفيذ
منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وبلغت تكلفة المشروع حوالي سبعمائة مليون
ريال واشتمل على إقامة لسان ورصيف بحري بطول يبلغ حوالي 2 كم وتعميق لمجرى الميناء
بطول 6 أمتار بالإضافة إلى إنشاء عدد من المرافق والتجهيزات الفنية الخاصة بعمل
الميناء.
وكان العمل في البداية في هذا الميناء عام 2002 وتم على أساس أن يكون
ميناء للاصطياد ولكنه اليوم نفذ ليكون أيضـاً ميناءً تجارياً يخدم المناطق
الشمالية من اليمن وأهمها محافظات حجة والمحويت. وفي عام 2008 بدأ تنفيذ المرحلة
الثانية للميناء والتي تشمل ساحة للمنشآت وحواجز أمواج ومغطسا يبلغ عمقه 7 أمتار،
وتتكون حواجز الأملاح من حاجز أمواج جنوبي، وحاجز أمواج شمالي من الأحجار
الطبيعية.
والميناء اليوم لسان بحري عملاق شق وسط البحر، وحسب المعلومات إذا ما
استُكمل المشروع سينافس بحار أوروبا روعة وجمالاً ويجذب سياح العالم والتجارة
الدولية خاصة وأن ميدي ترتبط عبر الحدود الدولية مع السعودية ويمكن أن تكون منطقة
حرة وسوقا مشتركا للبلدين الجارين.
أسواق شعبية
تنتشر في ميناء ميدي أسواق شعبية ومنتجات من المشغولات اليدوية
المصنوعة من سعف النخيل بما فيها الكراسي الخشبية المحبوكة بسعف النخيل والمكانس
اليدوية وغيرها من الأعمال الحرفية المحلية التي يحرص السياح على اقتنائها خلال
زيارتهم للمدينة.